في ليلة مميزة من ليالي القنفذة، وبتنظيم من جمعية أضواء للثقافة والأدب بمحافظة القنفذة، أقيمت الأمسية الأولى للشعر العامي مساء يوم الجمعة 11 / 4 / 1447هـ، في أجواء مفعمة بالشعر والإبداع، حيث اجتمع محبو الكلمة والقصيدة ليستمعوا إلى حروف تنبض بالإحساس وتحمل عبق التراث الشعبي الأصيل.
وقد جاءت هذه الأمسية تنويعا في فعاليات الجمعية الثقافية، إذ سعت الجمعية إلى فتح المجال أمام الشعر العامي ليأخذ مكانته التي يستحقها، وليصل إلى الجمهور بصوته الأصيل وصوره البديعة التي تجسد الحياة اليومية بوجدانها وأحلامها وتفاصيلها.
شارك في هذا اللقاء الأدبي ثلاثة من الشعراء المبدعين الذين أثروا الأمسية بنصوصهم الثرية:
-
الشاعر محبوب فهيد القرني، الذي أمتع الجمهور بنصوصه الجزلة التي جمعت بين قوة المعنى وجمال الصورة.
-
الشاعر محمد شيبة الناشري، الذي حمل قصائده من دفء القلوب وصدق الإحساس ما جعل المتابعين يتفاعلون مع كل بيت.
-
الشاعر محمد علي المحمودي، الذي أضاف بروحه الشعرية لمسة فنية خاصة عززت جمال الأمسية وأضفت عليها تنوعاً متميزا في الأسلوب والمضمون.
وقد تولى إدارة الأمسية الدكتور محمد علي الحسني، الذي نجح بحضوره المميز في تقديم الشعراء وتنظيم مجريات اللقاء، مضفياً لمسة من الحوار الراقي والتفاعل المثمر بين الشعراء والجمهور. لقد استطاع الحسني أن يوازن بين إدارة الوقت وإبراز جمال النصوص، ليجعل من الأمسية لوحة فنية متكاملة.
اتسمت الأمسية بحضور لافت من محبي الشعر -بكل أنواعه- في محافظة القنفذة، حيث امتلأ المكان بالحاضرين الذين تفاعلوا مع القصائد بالتصفيق والتعبير عن إعجابهم بما سمعوا. ولم يقتصر الحضور على أبناء القوز فحسب، بل امتد ليشمل المهتمين من مختلف أنحاء المحافظة، ليكون دليلاً واضحاً على مكانة الشعر العامي في نفوس الناس، وعلى عطشه الدائم لأن يجد منصة تحتضنه وتقدمه للجمهور.
لقد كانت الكلمات أشبه بسهام من نور أضاءت سماء القوز، بل القنفذة كلها، وأكدت أن الشعر العامي لا يزال ينبض بالحياة، ويشكل جسراً بين الماضي والحاضر، فهو يروي الحكايات الشعبية، ويصور المشاعر الصادقة التي تعيشها الناس في حياتهم اليومية، ليبقى مرآةً للوجدان وذاكرةً متجددة للثقافة المحلية.
واختُتمت الأمسية وسط أجواء من الرضا والفرح، إذ عبر الحاضرون عن شكرهم لجمعية أضواء للثقافة والأدب على هذه المبادرة التي فسحت المجال للشعراء الشعبيين لإبراز مواهبهم، وأسهمت في تقديم أمسية ناجحة بكل المقاييس، جمعت بين روعة التنظيم وجمال الكلمة وحرارة التفاعل.
بهذا النجاح، تؤكد الجمعية استمرارها في نهجها الداعم للحركة الأدبية والثقافية في محافظة القنفذة، وسعيها الدائم إلى إقامة الفعاليات النوعية التي تحتضن المبدعين وتفتح نوافذ جديدة أمام الجمهور للتذوق الفني والمعرفي.
لمشاهدة الأمسية كاملة على اليوتيوب